الاثنين، 19 أغسطس 2013

لوم الضحية وتبرئة القتلة

لم يقتله من أخرجه بل من أطلق النار عليه 

هناك خطاب عادة ما يسعى له الطرف المتفوق عسكرياً وهو الظهور بأنه حريص على حياة المدنيين العُزل في الطرف الآخر وأنه يلاحق فقط "الإرهابيين" ، لكن هذا الآخر الإرهابي -وبكل أسف- يتمترس خلف المدنيين العُزل .

إستخدم الصهاينة هذه الذريعة في إعتدائاتهم المكررة على الفلسطينين ، حيث يروجون للعالم أن المقاوميين الفلسطينين غير مكترثين بالحياة الإنسانية ، وأنهم يضعون الأطفال والنساء أمام المدرعات أو في الأماكن الخطرة لكي يقتلهم الإسرائيليون ومن ثُم يقولوا للعالم : "أنظروا ، الإسرائيليون يالهم من أشرار" ، بينما الإسرائيلين بكل برائتهم المعتادة "لم يكونوا يقصدون القتل بهذا الشكل" . 

مايريد هذا الخطاب إيصاله للمتلقي هو أن قصف الطيران الإسرائيلي لمبنى يعج بالمدنيين العزل من أجل إغتيال قيادي عسكري أو سياسي يسكن فيه ، لا تتحمل "آثاره الجانبية" -والمقصود هنا بخطابهم مقتل المدنيين العزل- إسرائيل بل القيادي نفسه لأنه "إحتمى بهم" ، وكأنه شيء زائد وضار منهم وليس جزءاً من الشعب ويحظى بدعمهم .

هذه الأطروحة لها غرضان أساسيان ، الأول هو نعت الآخر بالهمجية ، والثاني إظهار المقاومة بأنها نتاج عدد من الإرهابيين المتعصبين الذين ليس لهم علاقة بالشعب ولا يحضون بدعمه  . 

هذا الخطاب ليس حكراً على الصهاينة بل إستخدمته فرنسا في الجزائر وأمريكا في فيتنام ، وفي هذه الأيام يستخدمه بإسفاف مبرري جرائم الداخلية في مصر ، رغم أن هذا الخطاب خطاب جيش إحتلال ضد شعب مُحتل ، ورغم أيضاً أن هذا الخطاب خطاب مقاتل ضد مقاتل وليس خطاب عسكري ضد سلمي -في المجمل- ، حيث يتحدث خطابهم عن أن فض الداخلية للإعتصامات و "الآثار الجانبية" المترتبة على ذلك لا تتحمله الداخلية بل يتحمله الإخوان ومن إعتصم معهم ، فقتل قناص للداخلية لفتاة عُزلى لا تتحملة الداخلية -حاشاها- بل يتحمله من أقنعها أو "غرر بها" للإعتصام تعبيراً عن رأي سياسي لها .
ذلك الخطاب يبدأ بثانياً ويتجاهل أولاً ، يبدأ بحماقة الإخوان وهي ثانياً أو حتى ثالثاً ويتجاهل -عن عمد أو غير عمد- أولاً وهي إجرام وقتلة الداخلية ومن خلفهم ، رغم كل الدماء التي نزفت لا يرون من المشهد إلا حماقة قيادات الإخوان -وهم حمقى بالفعل- .

من قتل المعتصمين في رابعة والنهضه وما قبلها من اعتصامات وتظاهرات من ٢٥ يناير وحتى يومنا هذا ليس من أقنعهم بالتظاهر والإعتصام أو "من أخرجهم" بل من أطلق النار عليهم ، لأنه من يقول بأن من قتلهم هو من أخرجهم يجب عليه أن يلعن خالد سعيد فهو أشهر "مجرم ومحرض" في تاريخ مصر الحديثة .

السبت، 16 مارس 2013

عن خطاب العودة المفتوح .!


ماله وما عليه 


بداية ، الخِطاب المفتوح الذي وجهه الشيخ العودة بالأمس ليس خطاباً إصلاحياً ، بل هو خطاب ( فكو العاني ) مع قليل من هنا وهناك ، الخطاب ليس إصلاحياً حقيقياً لأنه لا يلتمس أصل المشكلة والأزمة لدينا وإنما إهتم بالآثار الجانبية للأزمة وليس بأساسها .! 

الخطاب لم يرفع سقفاً حقوقياً ولم يحافظ على سقف حسم بل هو كما تقول إيمان القويفلي "أنه تحوّل في سقفه الشخصي المعتاد. سقفه هو لا سقف غيره" ، خطاب حسم تجاوز الشعاراتية والخطابات المفتوحة وعرائض النصائح المتضخمة لدينا وصنع بُعداً جديداً للمطالبات الإصلاحية ، طبعاً لا أزايد عليه ولا أطالبه بتبني خطاب حسم الإصلاحي لكنه وضعُ للأمور في نصابها وعدم صناعة نضال مزيف .

الخطاب لا يخلوا من نكهة سرورية ، فهو إلم يجري مجراهم <بقضايا التغريب و التشريق > فهو لم يقل شيئاً يجعلهم يتحسسون منه ، فهو لم يذكر أي شيء عن معتقلي القطيف والوضع الأمني هناك أو عن الحمد وهو سجين سياسي ، وهذه ليست مزايدة وإنما توضيحاً للفكرة ، فلو أنه تحدث عنهم لما دعم كبار السرورية خطابه وأيدوه ، قد يبرر البعض عدم ذكره لهم أنه تحدث في العموميات في خطابه ولم يخصص إلا قليلاً كتخصيصة لمعتقلي حسم وإصلاحي جدة ، لكن هذا لا يشفع خصوصاً وأن الخطاب صُور وكأنه خطاب بإسم الأمة ، وقيل عنه كذلك .! 

مايحسب للخطاب أنه خطاب جيد قياساً على خطابات النخب الأقل من هزيلة والمشغولة ببهو وإحتساب وهئية وأمور ثانوية ، والمحزن أنه بالرغم من إنخفاض سقف خطاب العودة إلا أن البعض يصر على عدم التعليق والصمت ، وأيضاً أنه تكلم حينما صمت الآخرون ، وخطابه وإن إنخفض سقفه فأخفض من معه من الإصلاحيين رؤوسهم إلا أنه أعاد بعضاً من الحياة للنشاط الحقوقي الذي ضُرِب بعد إصمات وسجن رموز حسم القحطاني والحامد والرشودي واليأس الحاصل من هذا القمع .! 

التفاعل الكبير جداً مع الخطاب مثير فعلاً ويستحق الدراسة ، فالهاشتاق الذي أنشأه الأستاذ نواف القديمي #خطاب_العودة_يمثلني تجاوزت عدد التغريدات فيه ٣٦  ألف تغريدة خلال ٢٤ ساعة تقريباً ، وهاشتاق #خطاب_سلمان_العودة تجاوزت التغريدات فيه ١٥ ألف ( ننوه هنا أن الهاشتاقين متداخلين ) ، وأيضاً عدد مشاهدي التغريدات - حتى ساعة نشر المقال - على تويت ميل فقط دون الروابط الأخرى تجاوز ٢٠٠ ألف مشاهدة . ( خلال الـ ٤ ساعات الأولى من نشر الخطاب حصل على ١١٥ ألف زيارة منها ٩٠ ألف زيارة فردية ( زيارة غير مكررة ) ، ربما من أسباب هذا التفاعل الكبير هو إنخفاض سقف الخطاب وبالتالي إستطاع أن يجمع تحته الكثير من اللامسيسين ورفع سقفهم قليلاً .!  

في المجمل وبغض النظر عن رأيي في العودة وفي الحرس القديم عموماً ، الخطاب لا نختلف معه في أنه يجب إنهاء هذه الأزمات ، ولا أقول أنني فقط طالبت بذلك من قبل بل إن أغلب من يتحدث في الشأن العام طالب به ، خطاب العودة تجميع لكل ماقيل بصبغة دينية أبوية .! 

في الأخير أتسآئل ، هل سيقود العودة تيار الإصلاح "المنخفض السقف" بعدما تم قمع تيار الإصلاح "المرتفع السقف" .؟!
 وهل سيكون هذا الخطاب بداية خط سياسي جديد للعودة إم أنه مجرد خطاب إبتدأ بأول تويته فيه وإنتهى بآخر تويته فقط .؟! 
الزمن وحده سيخبرنا بذلك .!

ختاماً ، الأمر الوحيد الأكيد في هذه القضية أنه وبالرغم من الهدوء وإنخفاض السقف للمطالبات لن يجد آذاناً صاغية من السياسي .! مع الأسف . 

الخميس، 31 يناير 2013

من أنتم .؟!




حقيقة ، من نحن ؟
ألنا أصوات ؟ أين هي ؟ أهي موجودة ؟ 
وإن وجدت ، أيسمعها أحد ؟
وإن سمعها أحد ، أيهتم ؟ 
وإن إهتم ، أيعمل ؟ 
وإن عمل ، أيعمل بأمانة أم يسرق ؟
وإن سرق .. أيكمل العمل ؟ أم يدعه لسنه آخرى لكي يسرق أكثر ؟ 
وإن سرق ثم سرق ثم سرق - حتى أصبحت السرقة عملاً شريفا - أيهتم بالنظرات التي تعلم أنه سارق لكنها لا تتكلم .! 

وإن تكلمت ، أيهتم ؟ 
ام انه يرى هذا الصوت مجرد ضوضاء عابرة لا أهمية لها !  

وإن تكلمت ، أيؤخذ بها ؟ أيعاقب من بّحت تلك الأصوات بتبيين فساده ؟

أصواتنا أين هي ؟ أسرقت ؟ أم أُصمتت ؟  
وإلم تكن كذلك ، أين قوتها ؟ أين سلطتها ؟ أين عدلها ؟ 

بدلاً من ( من أنتم ) سأقول : من نحن ؟
من هم الذين يريدوننا ويعلمون من أجل أن نبقى كما نحن ( مُصمتين ) ؟ 
سؤال .. من هم ( هم ) في السؤال السابق ! ؟

أنحن من الأغلبية الصامتة ؟ أم الأغلبية المصمته ؟

( نحن ) أمن الممكن أن نكون ( هم ) ؟
 في المستقبل !


@ebrahim_q


الأربعاء، 30 يناير 2013

قليل من المطر ، قليل من الرعب .!


عن زخات المطر القليلة التي حاصرت حيِّنا . 



عادة أقود سيارتي حينما يتصل بي أحد أو أتصل بأحد ، خصوصاً تلك النوع من المكالمات الطويلة والمثيرة ، بالأمس الساعة الواحدة ليلاً وبعد ساعات من إستمرار نزول المطر على المدينة المنورة أتصل علي أحد الأصحاب فقدت سيارتي في حينا البعيد نسبياً عن وسط المدينة .!

ركبت سيارتي وكانت الأرض مبللة والسماء تمطر مطراً خفيفاً ، توقعت وأنا أشغل سيارتي أنه وكالمعتاد الأرض ستكون مبللة بالماء وستكون الطريق سالكة ولاشيء غير متوقع ، مالم يخطر ببالي وأنا أقود سيارتي تجاه الشارع الذي يمر على الوادي الصغير الذي يشق حارتنا أن هذا الوادي قد جرت فيه المياه - كنت في السابق أتمنى أن يسير الماء فيه لكي أقول أن نهراً يمر من أمام باب بيتنا - ، تفاجأت بالمياه وهي تمشي بالوادي وبالتالي إنسدت الطريق الأولى لكي أخرج من الحي ( بالطبع من المفترض بناء جسر لكن ... ) قلت في نفسي وأنا أغير وجهة السيارة ، لا بأس هناك طريق آخر ( والأمور سهالات ) قدت سيارتي وسرت على الشارع التي نظفت مياه الأمطار حفره فأصبح السيارات تإن من عمقها وضررها عليها وحينما وصلت للشارع فإذا به قد تكسر زيادة على تكسره السابق والمياه تصل إلى حد الرصيف ، تجرأت ومشيت بسيارتي الصغيرة وقلت لن يضر الكفرات والسيارة هذا الماء ،  قدت السيارة على وهن يشوبه تشجع وإحساس بالمغامرة في هذه الشوارع المكسرة لكن كل هذا التشجع والشجاعة ذهبت هدراً حينما أقبلت سيارة أخرى عاكسة للإتجاه ( لان المسار المخصص لها إمتلأ بالماء ) ومرت بجواري وقائدها يحذرني بنوره العالي من الإستمرار في السير ، نظرت في نهاية الشارع فرأيت طريقاً مظلماً ومخيفاً وبدى لي أنه مليء بكل الأمور المتوقعة والا متوقعة خصوصاً وأنك في هذا البلد لا تسكب على الشوراع ماتبقى من علبة ماء الصحة خوفاً من أن ينخسف بك الشارع فكيف والمطر ينهمر لساعات .؟! في هذه اللحظة تذكرت كل الصور والمشاهد التي رأيتها عن كارثتي جدة .! 
تعوذت من الشيطان ولعنت المغامرة وعدت من حيث أتيت ، الآن حينا محاصر حيث لا يمكنك الوصول إليه إلا من خلال هذين الشارعين ، الأول الذي يمر بالوادي الذي يمشي فيه الماء والآخر بالشارع المكسر المظلم المليء بكل الأمور اللا متوقعة .! 

أتصلت بصديقي وأنا أستكشف وأبحث عن طريق آخر عبثاً للخروج من الحي ، والحق يُقال أخذتنا القضايا فمن   مايحدث في مصر إلى مالي وفرنسا ووصولاً إلى حقوق الإنسان وبما أن صديقي "إسلامي" إنتهينا بالطبع إلى مشكلة الهوية لذلك كان بحثي عن طريق آخر عبثاً على عبث ، 
لم إنتبه إلا والساعة هي الثانية والنصف ، عدت إلى الوادي فرأيت الماء قد خف جريانه ، ولم يكن عميقا ، نظرت عن يميني وعن شمالي ، تجرأت ، سميت بالله ودخلت بسيارتي ،،،
الله أكبر ، تجاوزت الحصار ،كسرت الحصار .!

ذهبت وسرت في أرجاء المدينة ، الشوراع مليئة بالمياة ولكن لا خطر ، أخذتني السواليف مع صديقي ولم يقطعها  إلا إنتهاء بطارية جوالي ،

تذكرت حيّنا المحاصر .!
عدت أدراجي إلى حيّنا الواقع تحت الحصار ، وصلت إلى الوادي وكان يقف أمامه سيارة جيب لم يتجرأ صاحبه في الدخول ، نزل صاحب السيارة وترك عائلته في السيارة ليعرف هل يستطيع المرور ، وقفت بجانبه ونظرت إليه ، وحينما هممت بالدخول أشارت لي أمرأة في الجيب بيدها ألا تفعل .! خفت لم أتجرأ في الدخول .! قلت لعله حدث شيء ، خسف بالشارع ، وفقدت شجاعتي السابقة .!

إنتظرت قليلاً فإذا بسيارة صغيرة كسيارتي ، نظر إلينا قائدها ومن ثُم بكل ثقة وجرأة مشى في الوادي الصغير ودخل إلى الحي ، تشجعت ومشيت خلفه ولم أهتم بكل تنبيهات وتحذيرات تلك المرأة ، إلتفت خلفي لأرى هل صاحبنا تجرأ و دخل وكسر الحصار معنا أم جبن وخاف .!؟
للأسف الرجل ليس شجاعاً ، أو ربما نحن متهورون .! 

حاولت أن أصف لكم جزءاً مما عانيته في تلك اللحظات لعلكم تشعرون بقليل من معاناة أهلنا في تبوك في هذه الأيام وقبلها في جدة .! 
دعواتكم لهم ، ودعواتكم بالرحمة والغفران لكل شهداء كارثتي جدة الأولى والثانية .
ولا تنسوا أن تلعنوا وتدعوا على من تسبب بهذه الكوارث .! 


٢٩ / يناير / ٢٠١٣م
١٧ / ربيع الأول / ١٤٣٤م 

الساعة ٥:٥٠ صباحاً 

إبراهيم ،
@ebrahim_q